حصار الصمت
صمت الرحيل يلاحق خطواتنا المتعثرة ..وبقايا الالم والكبرياء لتشكل بركان ذاتنا ,فتشهد خطواتنا بلا هدف ،والوان احلامنا نطويها ونرحل ..
احاول الاستماع للكلمات والشاعر البعثرة ،داخلي وهي تقفز باتجاه الحلق بعد ان خانتها الكلمات ..
فالحصار يصادر الحروف والدموع ..وقد استحوذ جرح المكان على تفاصيل اليوم الصامت والالم يتثائب على حافة الجنون .. والروح ترفرف بين الرجاء والاستجداء .. ويعتمل العقل باشياء تكون ولا تكون .. والكل يتسائل ..لماذا يصاحبنا الصمت حتى الموت ..!
رؤى متداخلة يجتاح روحي المتعبة .. فالحصار يصادر البسمة من شفاه المتعبين .ز واحلامنا تنساب في طفولة ناضجة .. وكل ليلة يحاصرها ويغتال سكونها .. ونحن نخادع النوم اشفاقا على حلم يهز الروح .. ويزيح الصدا عن شفاق القلوب ..ولكن عبثا ..
فالحصار ليسكن الدقائق .. ونحمل خطواتنا الحائرة .. واصواتنا ودمائنا .. لنخاطب اناس ، احباء هناك .. اعجزهم الحضور وبقايا اطيافهم مكبلة بالغيوم .. ويمضي الليل .. ونحن وحدنا حبيسي الحلم .. ويعود طيف محياهم كل ليلة .. وهو حبس الذكريات تعاتبنا .. تعاتب ياسنا .. فهم حقا عائدون .. قادمون لفك الحصارنا .. ونعود نتسائل .. الى متى سيظل الدمع في عيني امي يذيب كل الاوجاع ولكنه لا يحرك نخوة العربي..؟!
بات العمر في غزة رقما او ارقاما مجهولة .. وتبعثرت الفكرة وان كانت لن تموت , فحروف اسمك يا غزتي لن تموت , رفعت حروف اللغة كلها لتقاتل .. وقد تعانقت حروفنا مع دموعنا لنعلنها مدوية اننا باقون هنا .. ولن نرحل ..
دعيني غزة اموت الف مرة في عينيك .. اقتحم فيك براكين العذاب ، وامسح دمع الوردة واصاحب فرح الحلم ..
فلا اريد الانصات الى نغمات الملل والياس .. وما زالت افاق جديدة هناك من بعيد ..لقد ادركت انهم يعتبروننا وكاننا لسنا جزءا من الملموس .. والذاكرة ـ اقصد ذاكرتهم .. احلامهم , والحقائق كلها قد جمعت ولكنها وضعت في كيس مثقوب .. فتبعثرت .. ولكن سادتي قد تتبعثر الفكرة لكنها لا تموت .. وسنحارب , ونصبر بحجم العذاب الذي عشناه
صمت الخطوات .. الم اللحظات .. وبقايا الدموع .. دمع السحاب .. وحروف ابجديتي كلها تعاتبكم .. تعاتب ذاك الملل , وتلك اللامبلاة التي لتسكن ارواحكم التائهة .. تعاتب نظرات عيونكم التي ترى ادمعي تختاط ولا تحرك ساكنا ..
عجبا لكم ..
لماذا يهطل كل هذا الصمت وتموت الادمع وتدفن الارواح بلا جنازات ولا مقابر !..
غزة محاصرة .. ولكن سجون الدنيا واكثرها قهرا .. فلتتركوا مساحة تنبض بالعروبة بيننا ..
ولا تجعلوا الالبم يعتصرنا معا..
فلنحطم تاقيود .. ولتنطلق ارواحنا نحو السماء .. ولنمشي على حد السيف .. ولنعلم ان القهر الساكن في جوفك قد يستدرج دمك .. ويستطيع اخذك الى حيث تريد ..
تزهمر الرؤى ومعها تنهمر الدقائق .. ولن اطوي هذه المرة الوان احلامي وارحل .. وانما لنذكر [دوما اننا قد نستطيع حصار الصمت يوما وسويا